لكل زنقة.. وفريج!

لكل زنقة.. وفريج!



في آخر الليل، أو منتصفه، ابتكرت قناة 'الجزيرة' منذ زمن نشرة اخبار شبه موسعة خاصة بالمغرب العربي. أو لنقل نشرة خاصة بفريج أو زنقة بالتعبير الشائع هناك. هذه الأخبار لا تحظى عادة بمكانة في نشرات الأخبار السائرة المشغولة بأخبار أبرز العواصم وأبرز 'القضايا' وأبرز الممثلين على المسرح. فأي فضائية، تستطيع تجاهل صناع احداث المسرحية الكبار، أو من تظنهم كبارا، ويراد لها ان تظنهم كذلك؟
في الزنقة اذن، نجد أنفسنا امام 'ممثلين' صغار فهنا في العاصمة المغربية أمر بحل حزب يطلق على نفسه الحزب الديموقراطي الأمازيغي، بذريعة انه حزب يقوم على أساس عرقي، وفي جنوبي الصحراء والنيجر، عمليات ارهابية يقال ان افرادا من قبائل الطوارق منخرطون فيها.. وهكذا.
هل هذه احداث في 'زنقة'؟ من المؤكد ان لها صلة بما هو أوسع، على عكس ما أوحى به مذيع نشرة الأخبار والمعلقين الذين جاء بهم، فأفريقيا الآن، بدءا من شمالها وانحدارا الى خصرها بين دارفور السودان ونيجيريا، وصولا الى اقدامها الحافية في الصومال وأثيوبيا، يتسلط عليها الضوء بشدة.
جيد بالطبع ان تخصص فضائية شريطا ليليا يطل على المغرب العربي، ولكن الأكثر جودة ان تطل من هذه النافذة التي منحتها على المسرح كله، فهناك الآن سباق دول كبرى يذكر بسباق القرون الثلاثة (السابع والثامن والتاسع عشر) التي تحولت فيها افريقيا الى أشلاء يتقاسمها نهابون تحت مختلف الاعلام. افريقيا ليست 'فريجا'، ولا 'زنقة' ولا 'قصبة'.. بل مسرح واسع يشهد دراما مثيرة.. في الظل!